وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ، ثم ذكر الدلائل على قدرته على إيصال أنواع
العذاب بهم فقال :
(أَوَلَمْ يَرَوْا
إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا
الرَّحْمنُ) أي أغفلوا عن قدرتنا ولم ينظروا إلى الطير فوقهم وهى
باسطات أجنحتهن فى الجو حين طيرانها تارة ، وقابضات لها أخرى ، وما يمسكهن فى الجو
حين الصف والقبض على خلاف مقتضى طبيعة الأجسام الثقيلة من النزول إلى الأرض
والانجذاب إليها إلا واسع رحمة من برأهن على أشكال وخصائص هو العليم بها ، وألهمهن
حركات تساعد على الجري فى الهواء المسافات البعيدة لتحصيل أقواتهن ، والبحث عن
أرزاقهن؟.
ثم بين غلة هذا
فقال :
(إِنَّهُ بِكُلِّ
شَيْءٍ بَصِيرٌ) أي إنه سبحانه عليم بدقيق الأشياء وجليلها ، فيعلم كيف
يبدع خلقها على السنن التي هو عليم بفائدتها لعباده.
والخلاصة ـ إنكم
رأيتم بعض العجائب التي أبرزناها ، والحكم التي أظهرناها فهل أنتم آمنون أن ندبر
بحكمتنا عذابا نصبّه عليكم صبّا ، ولا معقّب لحكمنا ، ولا دافع لقضائنا.